أفاتارات سينمائية: ما هي وما استخداماتها وأهميتها في صناعة السينما؟

أفترات سينمائية

الأفاتارات السينمائية هي تمثيلات رقْمية وصور رمزية لأشخاص حقيقيين، يجري استخدامها في الأفلام والمسلسلات السينمائية والوسائط الأخرى. 

يجري إعداد الأفاتارات السينمائية باستخدام صور تُنشأ بواسطة الكمبيوتر (CGI)، وتكنولوجيا التقاط الحركة، وهي مصممة لتبدو وتتحرك مثل الشخص الذي أخذت منه.

تُنشأ الأفاتارات السينمائية وتستخدم لمجموعة متنوعة من الأغراض، منها تصوير الشخصيات في القصة، والاستعاضة عن ممثلين لا يكونون قادرين على الظهور في موقع التصوير.

إضافة إلى إنشاء ممثلين بُدلاء عن الممثلين الرئيسيين – رقْميًّا – لتنفيذ المشاهد المعقدة أو الخطيرة.

كيف يتم إنشاء أفاتارات سينمائية؟

تتضمن عملية إنشاء أفاتارات سينمائية 4k التقاط حركات وتعبيرات ممثل حقيقي باستخدام تِقْنية التقاط وتتبع الحركة، ثم استخدام تلك البيانات لتحريك نموذج رقْمي ثلاثي الأبعاد للممثل. 

قد تكون هذه العملية معقدة، وقد تستغرق وقتًا طويلاً، لكنَّ النتائج تكون واقعية للغاية ونابضة بالحياة.

تتضمن عملية إنشاء أفاتار سينمائي عدة خطوات، وهي:

  1. التقاط الحركة: تتمثل الخطوة الأولى لإنشاء أفتارات سينمائية فخمة في التقاط حركات وتعبيرات ممثل حقيقي باستخدام تِقْنية التقاط الحركة Motion capture. 

يتضمن هذا عادةً إلباسَ الممثل لباسًا مزودًا بأجهزة استشعار تتعقب حركات الممثل وتنقلها إلى جهاز كمبيوتر.

  1. إجراء نمذجة ثلاثية الأبعاد: بمجرد استقبال بيانات التقاط الحركة، تُستخدم هذه البيانات لإنشاء نموذج رقْمي ثلاثي الأبعاد للممثل. يُنشأ هذا النموذج عادةً باستخدام برامج متخصصة تجعل النموذج مفصلاً للغاية وواقعيًّا.
  2. تركيب الصور وتظليلها: الخطوة التالية في العملية هي تطبيق الصور على النموذج ثلاثي الأبعاد وتظليلها. الهدف من هذا هو إضفاء مظهر أكثر واقعية عليه. 

يتضمن هذا الأمر عادةً رسم خرائط للصور الرقْمية على سطح النموذج، وضبط الإضاءة والظلال لمطابقة ظروف الإضاءة الواقعية التي ستُستخدم فيها الأفاتارات.

  1. تحريك الرسومات: بمجرد اكتمال النموذج الثلاثي الأبعاد، يجري تحريكه باستخدام بيانات التقاط الحركة التي التُقطت مسبقًا. 

يتضمن ذلك تطبيق البيانات الملتقَطة على المفاصل والعظام للصورة الرمزية (الأفاتار)، من أجل إنشاء حركات وتعبيرات واقعية.

  1. التصيير Rendering: تتمثل الخطوة الأخيرة في العملية في تصيير الأفاتار، وفيها تُستخدَم خوارزميات حاسوبية لحساب كيف يجب أن يبدو شكل الأفاتار عند عرضه من زوايا مختلفة وتحت ظروف إضاءة مختلفة. 

قد تستغرق هذه العملية وقتًا طويلاً، ولكنَّها ضرورية لإنشاء أفاتارات واقعية ونابضة بالحياة، سواءً كانت أفاتارات سينمائية بيضاء وسوداء أم ملونة.

مزايا استخدام أفاتارات سينمائية في صناعة الترفيه

مزايا استخدام أفاتارات سينمائية

تتمثل إحدى المزايا الرئيسية لاستخدام الأفاتارات السينمائية في كونها تسمح لصانعي الأفلام بإنشاء شخصيات ومشاهد يكون من الصعب أو المستحيل تحقيقها باستخدام تِقْنيّات المؤثرات الخاصة التقليدية. 

على سبيل المثال، يمكن استخدام هذه الأفاتارات لتصوير مخلوقات خيالية أو بيئات مستقبلية، أو لإظهار شخصيات تتقدم في العمر أو تتغير أشكالها بتقدم المدة الزمنية في الفيلم.

وإضافة إلى استخدامها في السينما والتلفزيون، تُستخدم الصور الرمزية السينمائية أيضًا في ألعاب الفيديو وتجارب الواقع الافتراضي والوسائط التفاعلية الأخرى. 

غالبًا ما يُنشأ هذا النوع من الأفاتارات باستخدام برامج الرسوم المتحركة المتقدمة للوجه وتِقْنيّات التقاط الحركة، والتي تسمح لهم بعرض مجموعة واسعة من تعابير وحركات الوجه.

بالمجمل، هنالك كثير من المزايا لاستخدام الأفاتارات السينمائية، نذكر منها:

  • المرونة: يتيح إنشاء أفتارات سينمائية لصانعي الأفلام عملَ شخصيات أو مخلوقات خيالية أو بيئات مستقبلية تمنح فريق الإنتاج المرونة اللازمة لإضافة قيمة كبيرة لقصة الفيلم.
  • الأمان: لأنَّها تُستخدم في إنشاء شخصيات رقْمية بديلة عن الممثلين، تسمح الأفاتارات لصانعي الأفلام بالتقاط لقطات ومشاهد معقدة أو خطيرة دون تعريض فناني الأداء للخطر.
  • الواقعية: تكون الأفاتارات السينمائية واقعية للغاية ونابضة بالحياة، وذلك بفضل استخدام تِقْنية التقاط الحركة وبرامج الرسوم المتحركة المتقدمة للوجه. 

هذا يمكن أن يجعلها مثالية للاستخدام في وسائط واقعية، مثل تجارب الواقع الافتراضي أو ألعاب الفيديو.

  • الفعالية من حيث التكلفة: قد يكون استخدام الأفاتارات السينمائية أكثر فاعلية من حيث التكلفة من استخدام تِقْنيّات المؤثرات الخاصة التقليدية.

إذ يمكن أن توفر الأفاتارات تكلفة بناء موقع مخصص للتصوير، وتقلل الحاجة إلى إعادة التصوير بسبب الأخطاء أو الحوادث.

  • قابلية التوسع: يمكن توسيع نطاق الافاتارات السينمائية بسهولة أو تصغيرها لتلبية احتياجات المشروع، مما يسمح لصانعي الأفلام بإنشاء حشود كبيرة أو جيوش من الشخصيات دون الحاجة إلى فنانين إضافيين.
  • تعددية الاستخدامات: يمكن استخدام الأفاتارات في مجموعة كبيرة من الوسائط، كالأفلام والتلفزيون وألعاب الفيديو وتجارب الواقع الافتراضي، وهذا يجعلها أداة متعددة الاستخدامات لصانعي الأفلام والمطورين.

5 أنواع للأفاتارات

5 أنواع للأفاتارات

للأفاتارات أنواع كثيرة، ولكن إليك 5 أنواع شائعة منها:

  • الأفاتارات السينمائية: كما ذكرنا في بداية المقال، هي تمثيلات رقْمية وصور رمزية لأشخاص حقيقيين، مصممة لتبدو وتتحرك مثل الشخص الذي أخذت منه. تتعدد أشكال هذه الأفاتارات، فنجد منها أفاتارات سينمائية حزينة أو أفاتارات سينمائية شباب، على سبيل المثال لا الحصر. 
  • أفاتارات الواقع الافتراضي: وهي تمثيلات رقْمية تُستخدم في تجارب الواقع الافتراضي (VR). 

يجري إنشاؤها عادةً باستخدام مجموعة من بيانات التقاط الحركة والمدخلات التي ينشئها المستخدم، وهي مصممة للسماح للمستخدمين بالتفاعل مع البيئة الافتراضية والمستخدمين الآخرين بطريقة واقعية ومغامرة.

  • أفاتارات الألعاب: وهي تمثيلات رقْمية يجري استخدامها في ألعاب الفيديو. 

غالبًا ما تُنشأ باستخدام مجموعة من المدخلات التي ينشئها المستخدم والخِيارات المُعَدّة مسبقًا، ويمكن تخصيصها بملابس مختلفة، وتسريحات شعر، وخِيارات أخرى.

  • أفاتارات وسائل التواصل الاجتماعي: هي تمثيلات رقْمية للمستخدمين يجري استخدامها على منصات التواصل الاجتماعي. 

يمكن إنشاؤها باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوات والتِّقْنيّات، وغالبًا ما تُستخدم لتمثيل المستخدمين في المِلفات الشخصية أو المنتديات عبر الإنترنت.

  • أفاتارات الذكاء الاصطناعي: هي تمثيلات رقْمية لأنظمة الذكاء الاصطناعي (AI) التي تُستخدم للتواصل مع المستخدمين. 

يمكن أن تتخذ هذه الأفاتارات شكل روبوتات محادثة نصية، أو صورًا رمزية ثلاثية الأبعاد تكون أكثر واقعية بحيث يمكن استخدامها في البيئات الافتراضية.

المسائل الأخلاقية والقانونية المرتبطة باستخدام الأفاتارات

في حين أنَّ استخدام الأفاتارات السينمائية له فوائد عديدة، فإنَّه يثير أيضًا عددًا من القضايا الأخلاقية والقانونية. 

على سبيل المثال، توجد مخاوف بشأن استخدامها لتصوير أشخاص حقيقيين دون موافقتهم، أو لإنشاء نسخ رقْمية غير مصرح بها لمشاهير وشخصيات عامة أخرى.

كما قد أثار بعض الأشخاص أيضًا مخاوف بشأن احتمال إساءة استخدامها، مثل استخدامها لنشر معلومات مضللة أو دعائية، أو لإنشاء قصص إخبارية مزيفة. 

أدت هذه المخاوف إلى دعوات إلى مزيد من التنظيم والرقابة على استخدام هذا الأفاتارات السينمائية في وسائل الإعلام.

في الختام

مع استخدام أفتارات سينمائية في صناعة الترفيه على نطاق واسع، سيكون من الهام معالجة القضايا الأخلاقية والقانونية المرتبطة باستخدامها، والتأكد من استخدامها بطريقة مسؤولة وشفافة.

وعلى الرغم من هذه المخاوف، وبسبب شعبيتها، من المرجح أن يستمر استخدامها في الازدياد في السنوات القادمة، إذ تستمر التكنولوجيا في التقدم، ويجد صانعو الأفلام والمطورون طرائق جديدة لاستخدامها في عملهم.

في نهاية مقالنا هذا، يجدر بنا أن نذكر أنَّ عملَ أفاتارات سينمائية هو أحد المجالات التي تبرع فيها إنسايت ستوديوز، فتواصل معنا لتعرف المزيد.