ما هي المؤثرات البصرية وما هي أنواعها؟
المؤثرات البصرية VFX هي التِّقْنيّات التي تُستخدم في الأفلام والتلفزيون وألعاب الفيديو لإنشاء صور واقعية أو خيالية لا يمكن التقاطها بالتصوير العادي.
يمكن أن تشمل أي مؤثرات بصرية أي شيء، مثل إضافة كائنات أو بيئات يجري إنشاؤها بالحاسوب، وتغيير مظهر الأشياء المادية والأشخاص. تعد هذه المؤثرات جزءًا هامًّا من صناعة الترفيه، وقد استخدمت منذ الأيام الأولى لصناعة الأفلام.
ومع تقدم التكنولوجيا، تطورت المؤثرات البصرية تطورًا متزايدًا، واستُخدمت على نطاق واسع لخلق بعض أكثر اللحظات واللقطات الأيقونية التي لا تُنسى في السينما والتلفزيون.
كيف ومتى يجري إنشاء مؤثرات بصرية؟
تُنشأ التأثيرات البصرية باستخدام مجموعة من اللقطات الحركية الحية والصور المُنشأة بالكمبيوتر CGI. تتضمن هذه العملية عادةً عدة مراحل مختلفة، منها مرحلة ما قبل الإنتاج، ومرحلة التصوير وما بعد الإنتاج.
في أثناء مرحلة ما قبل الإنتاج، يعمل فنانون على إنتاج مؤثرات بصرية بالتعاون مع المخرج، وذلك لتخطيط وتصميم ما يلزم منها للمشروع.
يمكن أن يشمل ذلك إنشاء مجسمات فنية ولوحات مصورة ونماذج ثلاثية الأبعاد تخصُّ العناصر التي ستضاف في مرحلة ما بعد الإنتاج.
أما في أثناء التصوير، فقد يستخدم فنانو المؤثرات البصرية مجموعة متنوعة من التِّقْنيّات لالتقاط ما يلزمهم من صور وفيديوهات حيَّة لعملِ مؤثرات بصرية للمونتاج.
يمكن أن يشمل ذلك استخدام كاميرات خاصة، وشاشات خضراء، وتِقْنيّات أخرى لفصل العناصر التي ستُضاف في مرحلة ما بعد الإنتاج عن باقي المشهد.
أما في مرحلة ما بعد الإنتاج، فيستخدم فنانو المؤثرات البصرية برامج تعديل الصور والفيديوهات وبرامج النمذجة ثلاثية الأبعاد لإنشاء المؤثرات النهائية وإدماجها في المشاهد التي جرى تصويرها.
تستغرق هذه العملية وقتًا طويلاً، وتتطلب مستوى عاليًا من الاهتمام بالتفاصيل، إذ يجب أن تتماشى المؤثرات البصرية مع بقية المشاهد للخروج بمشاهد مقنعة.
مجالات استخدام المؤثرات البصرية
تُستخدم المؤثرات البصرية في مجموعة كبيرة من مجالات الوسائط المرئية، كالأفلام والبرامج التلفزيونية ومقاطع وألعاب الفيديو والأغاني المصورة.
في السينما مثلاً، نجد أكثر مشاهد المؤثرات البصرية شهرة في فيلم حديقة الديناصورات Jurassic Park، ومشاهد القتال في فيلم المصفوفة The Matrix، ومشاهد المدينة العائمة في فيلم أفاتار Avatar.
وفي المسلسلات التلفزيونية، تُستخدم هذه المؤثرات كثيرًا لإنشاء مؤثرات مرئية، بخاصة في مسلسلات مثل: صراع العروش Game of Thrones والموتى السائرون The Walking Dead.
لذا ومع زيادة استخدام المؤثرات البصرية في صناعة الترفيه، من المتوقع أن يستمر الطلب على فناني المؤثرات البصرية المهرة في النمو في السنوات القادمة.
ما هي أنواع المؤثرات البصرية؟
توجد أنواع مختلفة من المؤثرات البصرية التي يمكن استخدامها في صناعة الترفيه، مثل الأفلام والتلفزيون وألعاب الفيديو. تتضمن بعض أنواع هذه التأثيرات المرئية الأكثر شيوعًا ما يلي:
-
الصور المنشأة بالحاسوب CGI
يتضمن هذا النوع من التأثيرات إنشاء نماذج أو رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد باستخدام برامج متخصصة، والتي تُدمج بعد ذلك في اللقطات المصورة.
غالبًا ما تُستخدم هذه التِّقْنيّة لإنشاء بيئات ومخلوقات وأشياء واقعية – أو خيالية – يصعب أو يستحيل إنشاؤها بالتقاط مشاهد باستخدام كاميرا تصوير عادية.
-
رسم الخلفيات وتحوير الصور الحقيقية (المات باينتينغ Matte painting)
للوهلة الأولى، قد يعتقد معظمنا أنَّ جميع المؤثرات البصرية تُنتج باستخدام الحاسوب، لكن في الحقيقة نسبة منها تُرسم يدويًّا (حتى في أيامنا هذه، وفي الأفلام الواقعية حتى، وليس الأنيميشن).
هذه التِّقْنيّة تُسمّى المات باينتينغ (كانت تسمى الرسم على الزجاج في السابق).
تتضمن هذه التقنية إنشاء لوحات مفصلة ثنائية الأبعاد تُستخدم لتوسيع أو استبدال البيئات الموجودة في المشاهد الحقيقية لإنشاء مناظر طبيعية شاسعة، أو مناظر مدينة قد يصعب تصويرها لوجستيًّا في الحياة الواقعية.
-
التركيب Compositing
تتضمن عملية التركيب، أو بمعنى أدق: تركيب طبقات الصورة وعناصرها، الجمع بين عدة عناصر من مصادر مختلفة في صورة أو سلسلة واحدة من الصور.
غالبًا ما تُستخدَم هذه التِّقْنيّة لإدماج المشاهد الحية مع الصور المنشأة بالحاسوب، أو لإدماج عدة لقطات معًا لتحويلها إلى مشهد واحد.
-
ضبط الألوان ودرجاتها Color grading
تتضمن هذه العملية ضبط لون أو درجة لون صورة أو مشهدٍ مصوَّرٍ لتحقيق التأثير البصري المطلوب. غالبًا ما تُستخدم تِقنية ضبط الألوان لإنشاء حالة مِزاجية أو جوٍّ معين، أو لتوحيد مظهر اللقطات أو المشاهد المختلفة.
-
المؤثرات الخاصة SFX
تتضمن هذه الفئة مجموعة واسعة من التقنيات المستخدمة لإنشاء تأثيرات مادية في المشاهد الحيَّة، مثل الانفجارات والحرائق وتأثيرات الطقس.
تنشأ هذه المؤثرات باستخدام برامج وخوارزميات متخصصة مصمَّمة لتَكرار الخصائص الفيزيائية للظواهر التي تجري محاكاتها.
على سبيل المثال، يمكن استخدامها لإنشاء محاكاة واقعية للنار، والتي تأخذ في الحسبان آلية حركة ألسنة اللهب من حيث حركتها وحرارتها والضوء الساطع منها.
ما أهمية إنشاء مؤثرات بصرية في صناعة الترفيه وغيرها؟
تتضمن بعض الأسباب الرئيسية التي تجعل التأثيرات البصرية هامة ما يلي:
-
تحسين السرد القصصي في الأفلام والمسلسلات
تُستخدم المؤثرات البصرية لإنشاء عناصر واقعية أو خيالية تساعد على سرد قصة، أو نقل رسالة بطريقة معزَّزة ومقنعة.
مثلًا، يمكن استخدام هذه التأثيرات لإنشاء عوالم غريبة مقنعة، أو مدنٍ مستقبلية تنقل الجمهور إلى عوالم وأماكن جديدة ومثيرة.
-
إضفاء قيمة إلى العمل المُنتَج
يمكن استخدام المؤثرات البصرية لإنشاء مشاهد تُثير الإعجاب، والتي يصعب أو يستحيل تحقيقها باستخدام تِقْنيّات التصوير التقليدية.
ذلك من شأنه أن يضفي مزيدًا من الجودة والقيمة إلى الأفلام والعروض التلفزيونية، ويجعلها أكثر جاذبية من الناحية المرئية للجمهور.
-
توفير الجهد والوقت (والمال أيضًا)
في بعض الحالات، يمكن استخدام المؤثرات المرئية بديلًا فعالًا من حيث التكلفة لإنشاء مشاهد معيَّنة، فمثلاً، يمكن استخدام التأثيرات الخاصة لإنشاء انفجارات أو حرائق واقعية دون الحاجة إلى تنفيذها عمليًّا.
-
زيادة مجال الإبداع
توفر التأثيرات البصرية مزيدًا من الحرية الإبداعية، حيث يمكن استخدامها لإنشاء مشاهد من غير الممكن التقاطها في العالم الحقيقي، مما يمنح صانعي الأفلام ومطوري الألعاب مجالاً أوسع لرواية قصصهم.
في الختام
كما رأينا، تعد عملية إنشاء مؤثرات بصرية جزءًا لا يتجزأ من صناعة الترفيه؛ فهي تتيح لصانعي الأفلام ومطوّري الألعاب إنشاء صور واقعية أو خيالية لا يمكن التقاطها بالتصوير العادي.
ومع استمرار التقدم التكنولوجي، من المتوقع أن تصبح هذه المؤثرات أكثر تعقيدًا، وأن تؤدي دورًا أكبر في صناعة الترفيه.
وسواء استُخدمت لتحسين سرد القصص أو زيادة قيمة الإنتاج أو توفير الوقت والمال أو السماح بقدر أكبر من الحرية الإبداعية، فستستمر التأثيرات البصرية في تأدية دور هام في صناعة الترفيه لسنوات قادمة.
في نهاية مقالنا هذا، يجدر بنا أن نذكر أنَّ عملَ مؤثرات بصرية هو أحد المجالات التي تبرع فيها إنسايت ستوديوز، فتواصل معنا لتعرف المزيد.