كتابة السيناريو: أنواعها، وكيف تصبح كاتب سيناريو متمرّسًا؟
يقضي معظم المبتدئين في كتابة السيناريوهات الكثير من وقتهم في تعلُّم طريقة كتابة السيناريو، وإنشاء حبكة تكون بداية صياغة قصة مُتقَنة.
ومع ذلك، يوجد الكثير مما يجب عليهم تعلُّمه بخصوص أساسيات كتابة السيناريو؛ إذ من الهام إتقان الأنواع المختلفة من سيناريوهات الأفلام التي يستعين بها صانعو الأفلام لإنشاء أعمال سينمائية مؤثرة.
تختلف كتابة السيناريو عن بقية أنواع الكتابة، لكونها تُركِّز في إيجاد وصف دقيق يقدَّم إلى المشاهد وفق ترتيبٍ وقواعدَ معينة تتطلب مهاراتٍ كثيرة.
هل تريد معرفة المزيد عن كيفية كتابة السيناريو للمبتدئين؟ تابع معنا إذًا سطور هذا المقال.
ما هو السيناريو؟
السيناريو هو محتوًى مكتوب لقصة مرئية، مثل مسرحية أو عرض تلفزيوني أو فيلم. أي ببساطة؛ هو فيديو كُتب بطريقة معينة، ومن خلال قراءته يستطيع المخرِج أو صانع الفيلم معرفة المشاهد التي عليه صنعها بالترتيب.
تشتمل السيناريوهات في الغالب على معلومات لأطقم العمل، مثل التوجيهات التي يجب أن يلتزموا بها في مواقع التصوير وملاحظات الإنتاج، كما تركِّز على الحوار بين الشخصيات في القصة.
شكل السيناريو السينمائي على الورق
في أبسط شكل للسيناريوهات السينمائية، تُكتب السيناريوهات في مستند مكوَّنٍ من 90-120 صفحة، مكتوب بخط كوريور Courier مقاس 12 على ورق أبيض ساطع بمقاس 28 سنتيمترًا طولاً، و 21.5 سنتيمتر عرضًا.
لعلَّك تتساءل لِمَ اخْتيرَ هذا الخط وهذا المقاس تحديدًا؟ المسألة هنا مسألة توقيت؛ فصفحة السيناريو المُنسَّق بهذا الشكل تعادل دقيقة واحدة تقريبًا من وقت العرض.
لهذا السبب يتراوح متوسط عدد الصفحات في السيناريو بين 90 صفحة – 1 ساعة – للأفلام الكوميدية مثلاً، و120 صفحة – 2 ساعة – للأفلام الدرامية.
أما الهوامش العلوية والسفلية واليسرى فتكون بمقاس 1، والهامش الأيمن فيكون بمقاس 1.5 (لكتابة الحركات والأصوات)، مع ترقيم الصفحات في الأعلى يسارًا (ملحوظة: الصفحة الأولى لا تُرقّم).
3 أنواع للسيناريوهات السينمائية
-
سيناريو فيلم روائي طويل
لعلَّ هذا الشكل هو أكثر شكلٍ يستطيع المشاهدون تمييزه؛ إذ هو النوع المُستخدم في أفلامٍ عظيمة مثل: باتمان وفورست غامب وأفاتار.
هذا النوع من السيناريوهات يُستوحَى من روايات وقصص غُيّر أسلوبها، ويمتاز بالاتساع والسهولة، إذ يعتمد على خيال الكاتب وأفكاره.
ولأن السيناريو نصٌّ لفيلم روائي طويل، فإنَّه يحتاج إلى اتِّباع بنية معينة في قواعد كتابة السيناريو، وقواعد تنسيق مختلفة طوَّرتها صناعة السينما لجذب انتباه القارئ (ولاحقًا الجمهور).
تستند جميع سيناريوهات الأفلام الطويلة تقريبًا إلى بنية ثلاثية الفصول تُشكِّل مراحل كتابة السيناريو.
في الفصل الأول يُعرِّفنا كاتب السيناريو إلى الشخصيات وعالمها، وكيف تلتقي معًا، ويقرر الحدث المحفِّز للشخصيات الرئيسة، ويحدد مسارهم من خلال بناء عوامل الصراع الداخلية والخارجية.
عادةً ما يكون الفصل الثاني هو الجزء الأطول (يشتمل على 60 صفحة تقريبًا من صفحات السيناريو). وفيه تُواجه الشخصيات العديد من المواقف والصراعات التي تهدف إلى رفع توتر المشاهد، وإجباره على إكمال الفيلم.
في حين تكتمل حبكة القصة في الفصل الثالث، فبعد أن تصل الأحداث إلى ذروتها، يبدأ قفلها تدريجيًّا، مع إظهار حلول منطقية تُريح المشاهد وتُشعِره بنشوة انتصار الشخصية البطلة أو خيبة أملها.
-
سيناريو فيلم قصير
سيناريو الفيلم القصير يكون مُركَّزًا أكثر في شكله وأحداثه من سيناريو الفيلم الروائي الطويل.
حقيقة أنَّ سيناريو الفيلم يكون قصيرًا، لا تعني أنَّه أقل أهمية من سيناريو الفيلم الطويل، أو أنَّ كاتبه لا يمتلك مستوى المهارة والموهبة نفسه الذي يمتلكه كُتَّاب سيناريوهات الأفلام الطويلة.
في بعض الحالات، قد تكون كتابة السيناريو القصير أكثر صعوبة؛ لأنَّ الكاتب يكون مقيَّدًا أكثر في بناء الشخصيات وإضفاء عامل التوتر والتشويق في وقت ضيق يقضيه المشاهد مع هذه الشخصيات.
إنَّ الجمع بين الفروقات الدقيقة والأحداث ورواية القصص الرائعة في 15 صفحة ليس بالأمر السَّهل.
يميل معظم الكتاب الذين يعملون على سيناريوهات الأفلام القصيرة إلى أن يكونوا صانعي أفلام يخططون وينتجون أفلامهم بأنفسهم؛ فهذا يمنحهم مساحة كبيرة للإبداع.
إنَّ عدم التعرض لضغوط المواعيد النهائية التي تفرضها الاستوديوهات، يسمح للكُتّاب بتخصيص الوقت الذي يحتاجون إليه قبل الانتهاء من كتابة السيناريو؛ مما يزيد من فرصهم في إنشاء قصة مُتقنة الصياغة.
-
سيناريو فيلم وثائقي
هو سيناريو بعيد عن الخيال يعتمد على الحقائق الموضوعية، ويكون فيه كاتب السيناريو مقيدًا بمعلومات أو شروط معينة. تستكشف هذه السيناريوهات حالة الإنسان والأحداث الجديرة بالملاحظة.
عندما يُنتج الفيلم الوثائقي بإتقان، فإنه يُساعد على توسيع مدارك المُشاهدين من خلال تعريفهم تجاربَ ومواقف وأشخاصًا جددًا، وحتى تثقيفهم.
تعتبر عملية كتابة السيناريو الوثائقي عملية فريدة من نوعها، إذ لا يُمكن كتابة سيناريو وثائقي إلا بعد الانتهاء من جمع الأبحاث والبيانات وإجراء المقابلات.
عادةً ما يُنشئ الكاتب الذي يعمل على كتابة سيناريو فيلم وثائقي مخططًا يساعده على تنظيم تسلسل المشاهد قبل إجراء المقابلات مع الأشخاص؛ وبمجرد اكتمال التصوير، يَكتب سيناريو يجمع كل هذه العناصر معًا.
ولهذا السبب تحديدًا، لا يعرف كاتب السيناريو الوثائقي في الغالب قصة الفيلم إلا بعد أن ينتهي من إجراء الأبحاث والمقابلات، ويجمع البيانات.
كيف تصبح كاتب سيناريو؟
لكي تُصبح كاتب سيناريو، يتعيَّن عليك الالتزام بالقواعد التي وضعها المخرجون لجعل عملية صناعة الأفلام أكثر تنظيمًا وأقلَّ فوضوية. كما يجب عليك معرفة هذه النصائح التي تُعلِّمك كيف تكتب سيناريو أي فيلم تريده بإتقان، وتجعلك محترفًا في كتابة السيناريو.
3 نصائح تُعلِّمك كيفية كتابة سيناريو أي فيلم تريده
-
اختر نوع العرض الذي تريده
يمكن أن يؤثر أسلوب القصة وشكلها على كيفية هيكلة سردك للأحداث في السيناريو الذي تكتبه. فمثلاً؛ تكون سيناريوهات معظم الأفلام غالبًا مُكتملة وقائمة بحدِّ ذاتها، في حين يمكنك كتابة سيناريو مسلسلٍ تلفزيوني يستمر عدة مواسم حتى تكتمل أحداثه.
-
أجرِ الكثير من الأبحاث
إجراء أبحاث عن السيناريو الذي تريد كتابته يساعدك على معرفة تفاصيل هامة تتعلق بقصتك، وتُسهِّل عليك الخروج بأسلوب سرد أكثر واقعية وجاذبية.
إذا كان السيناريو يركز في موضوع أو نشاط أو حدث معين، فيمكنك إجراء بحث للتأكد من احتواء السيناريو على تفاصيل دقيقة.
كما يمكنك البحث عن أفضل أدوات تنسيق السيناريو، أو أفضل الممارسات التي تساعدك على كتابة سيناريو عالي الجودة.
-
أنشئ مخططًا تفصيليًّا
يساعدك إنشاء مخطط تفصيلي قبل كتابة السيناريو على تحديد المسار العام للأحداث، ويحسِّن تناسق حبكتك.
لا تَنسَ تحديد مواقع التصوير الرئيسة، ووصف الشخصيات، ووضع نقاط الحبكة في السيناريو قبل البدء بالكتابة ليكون لديك دليل تفصيلي للقصة التي تريد سردها.
في الختام
إنَّ كتابة السيناريو فنٌّ راقٍ له بالغ الأثر في عالم السينما وصناعة الفيديوهات؛ فالسيناريو هو ما يُحدد في الغالب نجاح أو فشلَ أي فيلم كان، والسينمائي منه على وجه الخصوص.
لذا إن كنت تريد احتراف العمل في هذا المجال، فاحرص على تطوير المهارات اللازمة التي ذكرناها في هذا المقال، ولا تنسَ مشاركته مع أصدقائك المهتمين بتعلُّم كتابة السيناريو.