مميزات مونتاج الإعلانات وكيف يختلف عن أنواع المونتاج الأخرى
المونتاج هو تِقْنيّة في صناعة الأفلام تُستخدم لسرد قصة من خلال لقطات أو صور متضاربة، لتُشكِّل وسيلة لصانعي الأفلام لعرض لقطات ومقاطع مختلفة معًا لإخبار المُشاهد بما يرغبون في إيصاله.
غالبًا ما يُستخدم المونتاج عندما لا يتوافر ما يكفي من الوقت والمساحة لسرد القصة كاملة.
وبما أنَّ الفيديو هو أسهل نوع من أنواع المحتوى التي تروّج للمشاريع والعلامات التجارية، وتساعد على إيصال أفكارها وأهميتها للعملاء، فقد ظهرت الحاجة إلى ضرورة إجراء مونتاج إعلانات متقِن للعلامات التجارية.
ما هو مونتاج الإعلانات؟ وما هي مميزاته؟ وكيف يختلف عن المونتاج العادي؟ هذا ما سنعرفه في هذا المقال.
ما هو المونتاج؟
هو عملية إخراج الفيديو بالكامل عبر إعادة ترتيب اللقطات وحذف بعضٍ منها، ومن ثَمَّ إجراء تعديلات على لقطاتٍ أخرى وإعادة تحريرها، وضبط الانتقال من مقطع إلى آخر، وإضافة تصاميم ومؤثرات إلى المقطع.
كما يجري ضبط الخلفية الموسيقية ومؤثرات وفلاتر الصوت، مع إدماج عناصر مختلفة مثل الأصوات والصور المتحركة، بهدف إخراج الفيديو في أبهى حلة بعد معالجته.
توجد أنواع مختلفة من المونتاج، من النوع الذي يركز فقط على موضوع واحد، إلى النوع الذي يتميز بمسار صوتي بالإضافة إلى العناصر المرئية.
فمثلاً، في الأفلام والبرامج التلفزيونية، توجد العديد من المشاهد المختلفة التي تُوضَع معًا لإظهار مرور الوقت، أو لإظهار أفكار الشخصية الرئيسية أو عواطفها.
ما الفرق بين مونتاج الإعلانات والمونتاج العادي؟
حسنًا، الأمر أشبه بالفرق بين سباق الماراثون، وسباق المئة متر؛ فنحن نجد نفس النوع من التوجهات عند مقارنة مونتاج الفيديو العادي بأي مونتاج إعلانات.
عند التعامل مع مقاطع الفيديو الطويلة، فإنه يوجد ما يكفي من وقت لإنشاء عالم كامل، وبناء الشخصيات، وجعل الجمهور يتعاطف مع إحداها، ومن ثمَّ جعلهم يتألمون عندما تموت شخصيتهم المفضلة.
الهدف هنا هو إثارة مشاعر الجمهور.
لكن عند العمل على مونتاج فيديو إعلاني، فستكون مدته من 30 – 90 ثانية لرواية قصة تجعل الجمهور يتأثر، أو يعتقد أنَّ هذا الإعلان “لطيف”، ومن ثَمّ لن تحصل على نفس القدر من تعاطف الجمهور؛ فالهدف هو جعلهم يتذكرون المنتج.
مما سبق نستنتج أنَّ مقاطع الفيديو الطويلة تشبه الجري لمسافات طويلة، إذ توجد رحلة حقيقية، في حين تشبه إعلانات الفيديو سباق المئة متر، إذ توجد مجموعات قصيرة من الأحداث الكثيرة التي تحدث دفعة واحدة.
ما هي مميزات مونتاج الإعلانات؟
-
سرعة الحوار
عندما يتعلق الأمر بإعلانات الفيديو، يشعر الجمهور بالملل إذا لم تكن الأحداث التي تُعرض على الشاشة كافية، وهذا يعني أنَّه يجب أن توجد بعض الإضافات الجذابة أو حوار مقنع بين الممثلين.
أقصى حد لديك من الوقت هو 90 ثانية، لذا يجب أن تستثمره أمثل استثمار. يمكن أن تساعد الانتقالات السريعة بين سطور الحوار في إخراج نفس القدر من المحتوى، لكن في وقت أقل.
فمثلاً، إذا كنت تصنع مونتاج إعلان لفيديو يتحدث فيه شخصان، فيمكنك بدء تشغيل صوت الشخص الثاني في الوقت الذي يظهر فيه الشخص الأول.
بهذه الطريقة، يتفاعل المشاهدون مع الشخص الثاني قبل أن يروا وجهه.
-
التركيز على أول 5 ثوانٍ من الإعلان
عند إجراء مونتاج إعلانات، يجب التركيز على أول 5 ثوانٍ من أجل جذب انتباه الجمهور وجعلهم يرغبون في مشاهدة بقية الإعلان.
ينطبق هذا الأمر خصوصًا على الإعلانات القابلة للتخطي التي نجدها على اليوتيوب، إذ يمنح اليوتيوب الجمهور – حرفيًّا – عدًّا تنازليًّا مدته 5 ثوانٍ ليقرروا بعدها متابعة إعلانك أم لا.
لهذا السبب، بدأ المعلنون والفلوجرز على يوتيوب باستخدام حيلة مُبتكرة لجعل المشاهدين يتابعون إعلاناتهم إلى النهاية، وهي إلقاء طُعم Baiting.
وذلك بأن يصنعوا إعلانًا مدته لا تتعدى 20 ثانية يحتوي على عينة صغيرة لما ستشاهده في الإعلان الكامل (أو مقطع الفيديو الذي يعلن عنه)، بحيث تتولد فيك الرغبة في مشاهدته كله.
هذه الحيلة فعالة للغاية عند عمل مونتاج إعلانات، لأنَّ المشاهدين سيرغبون في وضع ما رأوه في سياقه. هم سيظنون أنَّهم رأوا عيِّنةً لشيءٍ مثيرٍ أو هام، وسيرغبون في التحقق مما لو كانت افتراضاتهم صحيحة.
عادةً ما تُستخدم هذه الحيلة في مونتاج إعلانات الفيديو عندما يُنتج إعلان مدته دقيقة، مع خشية ألا يشاهَد لنهايته. لذا يجب الحرص على توافر محتوىً يدعم هذا الطُّعم، وإلا سيشعر الجمهور بأنَّهم قد خُدعوا.
-
إيصال فكرة إعلان الفيديو في أقلِّ زمن
حين تكون أنتَ مَن كتب أو أخرج إعلان الفيديو، فإن الأنا تتضخم لديكَ فتعتقد أنَّ كل أفكارك رائعة، وتشعر أنَّ كل اللقطات ضرورية للفيديو النهائي (هذا ما يحدُث للجميع).
لكن في معظم الأحيان، لا تُختار جميع اللقطات في عملية المونتاج.
الأسباب هنا تتعدد، فربما لم تكن اللقطات مضحكة كما كنت تظن في البداية، أو ربما لم تكن زوايا التصوير جيدة، أو أنَّ بعض اللقطات تعطي انطباعًا غير مرغوب به.
مهما كان السبب، فإنه يتعين عليك في بعض الأحيان اقتطاع لقطة ما.
لذا سل نفسك دائمًا: “هل يمكنني إيصال فكرة الإعلان ورسالته نفسها بعد الاستغناء عن بعض اللقطات؟”. إذا كانت الإجابة “نعم”، فمن الأفضل فعل ذلك، فالناس يتفاعلون مع الإعلانات المتقنة التي تصل إلى صلب الموضوع بسرعة.
-
إظهار الفيديو بأعلى جودة
مهما كانت جودة التصوير في مقطع الفيديو، فإن المونتاج يلعب دورًا فاعلاً في تحويل اللقطات الأولية إلى قصة مُحكمة.
لعملية المونتاج أهمية كبرى، بدءًا من أول لقطة حتى آخر لقطة؛ ففيها تُضاف التأثيرات الصوتية والمرئية التي تشُدّ انتباه المشاهد لأطول وقت ممكن، وتُظهر الإعلان بأعلى جودة، مع جعله ذا تأثير فعال.
ما هي أشهر برامج مونتاج الفيديو؟
توجد الكثير من برامج المونتاج المجانية مع بعض الميزات، والمدفوعة مع ميزاتٍ كاملة، لكن أشهرها:
-
أدوبي بريمير برو Adobe Premiere Pro
هذا البرنامج من أفضل برامج المونتاج المدفوعة التي يستخدمها المصممون المحترفون في مونتاج الفيديوهات.
يعمل هذا البرنامج على كُلٍّ من ويندوز Windows وماك أو إس macOS، ويتميز بسرعة استجابة عالية، وواجهة استخدام مرنة، مع توفير العديد من أدوات التحرير الاحترافية.
-
فاينال كات برو Final Cut Pro
هذا البرنامج هو أفضل برامج المونتاج التي تعمل على الماك أو إس macOS، فلا يعمل – مع الأسف – على نظام الويندوز. يُقدِّم البرنامج مميزات عديدة لتحرير مقاطع الفيديو بدقة متناهية، ويتميز بأداءٍ خارق السرعة.
في الختام
إنَّ مونتاج إعلانات الفيديو أشبه بسباق المئة متر؛ إنَّه يتطلب زخْمًا وطاقة عالية وسرعة في الإيقاع، مع الحصول على عائدٍ كبير في نهاية المطاف.
فإذا استطعت الاستفادة من سرعة الفيديو وزخمه، فستتمكن من عمل مونتاج إعلانات يشاهدها الأشخاص طَوال الوقت.
فقط تأكَّد من عدم وجود ثغرات في السكربت الإعلاني، مع وجود مشاهد مثيرة للاهتمام في الثواني الخمس الأولى، بعد أن تكون قد حذفت اللقطات التي لا تحتاج إليها في الإعلان.
ذلك من شأنه أن يُعزِّز مهاراتك في مونتاج الإعلانات، إلى درجة أن تمتلك القدرة على أن تُشاهد اللقطات وتُميِّز ما يصلح منها وما لا يصلح.
هل تبحث عن مونتاج إعلانات احترافي؟ تواصل معنا الآن ليتولّى فريقنا ذلك نيابةً عنك.